الجمعة، 10 يوليو 2009

كيف حالك


تسأل بعض الناس : كيف حالك يا فلان ؟ فيجيبك بنبرة حزينة تنم عن ألم موجع وضيق مفجع يقبض على الصدر ويكتم الأنفاس ، فيقول : قلقان ، زهقان ، يكاد أن يقتلني الملل ، وتذبحني السآمة ،لم أتلذذ بحياتي ولم أذق طعم السعادة ، قد هدني القلق ، وأزعجني الأرق ، وأشعر أني أعيش في شقاء وعناء وينهال عليك بكلمات حزينة تنم عن حال بئيس وواقع تعيس يعيشه ويعاني منه ، لو وزع على أهل الأرض لكفاهم وأشقاهم . وعندما ترى ألمه وندمه ، وتشعر بحسرته وحزنه ، يلوح أمام ناظريك قول الله تعالى :' ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ..الآية 'فتسأله : هل تحافظ على الصلوات ؟ وهل تحس بالخشوع فيها ؟
هل لسانك رطب من ذكر الله ؟هل تقرأ القرآن وتكثر من الشكر والذكر ؟ هل تسمع الأغاني وتنظر إلى المسلسلات ؟هل أصحابك أخيار أو أشرار ؟ومن خلال إجابته تدرك أنه ضعيف الصلة بربه ، منغمس في إثمه وذنبه ، قد أحرقت قلبه السيئات ،وأظلمت بصدره الموبقات ، فمسه الله بشيء من العذاب الأدنى لعله يتوب أو يؤوب ، ولكنه سادر في غيه ،مفرط في أمر ربه ، مضيع لشرائع دينه . فلا عجب أن يتألم ويتندم ويتحسر ويتعذب مع أن دنياه في زيادة وعيشه في رخاء ، ولكن أبى الله إلا أن يذل من عصاه ويعذب من خالف رسوله ومصطفاه .وتسأل السؤال ذاته لغيره : كيف حالك يافلان ؟؟ فيبادرك بالحمد والثناء على الله تعالى ، قد رضي بالقضا ،وحاول إرضاء مولاه فأرضاه الله ، فحياته طيبة ، وعيشه سعيد ، فهو في راحة وسكينة ومسرة وطمأنينة ،مستقر العيش دائم السرور ، ولو تأملت حاله لوجدته ربما يعيش في ضيق من العيش قليل ذات اليد ،وعندما تراه قد طفح السرور على محياه تردد قول الله تعالى :' من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون 'فالإيمان طريق الأمان ، والعبادة سبيل السعادة ، وهذا ما نحتاجه في واقعنا المعاصر الذي تشتت فيه النفوس وتشعبت فيه القلوب ، ولم يبق لنا إلا أن نجعل الهموم هماً واحداً ،
وهو كيف نرضي الله عنا ليرضينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق